بتنظيم من بيوت الشباب القطرية و الوجدان الحضاري سفراء القيم يعودون إلى أرض الوطن بعد الإطلاع على حضارة الأندلس

عاد اليوم إلى أرض الوطن المشاركين في المرحلة الثالثة والأخيرة من البرنامج التدريبي ” سفراء القيم ” و الذي نظمته بيوت الشباب القطرية ومركز الوجدان الحضاري تحت رعاية وزارة الثقافة والرياضة بعد رحلة إلى إسبانيا دامت أسبوع إطلعوا خلالها على حضارة الأندلس حيث تأتي في إطار الإقتراب من تجارب عالمية واقعية تعزز الجانب الثقافي و القيمي عند المشاركين .

وعبّر السيد محمد العتبي نائب المدير التنفيذي لبيوت الشباب القطرية عن سعادته بنجاح الرحلة على جميع المستويات وفقا للخطة التي رسمتها الجهات المنظمة وأشاد بإلتزام المشاركين بمختلف مراحل البرنامج . وخلال هذه الرحلة تمكّن المشاركين من الإطلاع على حضارة الأندلس عن قرب حيث تم زيارة أهم معالم مدينة طليطلة و زيارة مسجد قرطبة ومدينة الزهراء ومنزل المنصور ابن أبي عامر والبيت الأندلسي إلى جانب زيارة مدينة اشبيلية وقرية كرمونة وقصر المعتمد ابن عباد ومئذنة الخيرالدا وزيارة متحف برج القلعة وحي البياسين وقصر الحمراء ومتحف معركة العقاب و مدريد إلى جانب تضمّن البرنامج عدد من الحلقات الفكرية تمحورت حول اكتشاف الفرق بين النهضة والتنمية وربطها بإشكالية التخلف إلى جانب نقاش أسئلة النهضة والتاريخ والفلسفة.

ومن جهته اعتبر الدكتور جاسم السلطان مدير مركز الوجدان الحضاري أن نجاح برنامج سفراء القيم جاء لعدة اعتبارات من بينها حسن الدراسة و التخطيط  و التنظيم من جميع المجالات و في مختلف مراحل تنفيذه سواءا في الدوحة أو في اسبانيا … إلى جانب حسن اختيار النخبة من الشباب ومن الفتيات المشاركين  في هذا البرنامج حيث كانوا من خيرة الشباب داخل المجتمع باعتماد العديد من المعايير كالذكاء والاهتمام والمبادرات، مؤكدا أن رحلة سفراء القيم كانت تتويج لهذا العمل وللمحاضرات التي تم تقديمها لهؤلاء النخبة حيث اطلعوا على المعالم الحضارية الكبرى وكيفية نشأة الحضارة الاسلامية الاولى وانهيارها وكيفية امكانية صعودها من جديد .

وأضاف الدكتور جاسم إن بلادنا اليوم بحاجة إلى قفزة كبيرة للأمام لمواكبة طموحات القيادة والشعب القطري واحتياجاته وأن هذه النقلة الكبيرة ليست بحاجة إلى المزيد من المال، وإنما بالمزيد من الوعي والقيم والاحترام للإنسان والعلم والاهتمام بالبيئة وباقي القضايا والأمور المهمة التي صنعت المجتمعات الأخرى وجعلتها تتفوق، لذلك تم التفكير في تنفيذ برنامج نوعي  يضم خيرة الشباب القادر على حمل الفكر ونقله إلى للآخرين في أي مكان و يكونون عن جدارة سفراءا للقيم.

ويهدف برنامج سفراء القيم عبر مراحله الثلاثة إلى تعزيز الجانب الفكري والمعرفي لدى الشباب، بالإضافة إلى التعرف على الأدوات الأساسية لأي نجاح مجتمعي وعلى أهم التطورات والقضايا والتحديات في الدول علاوة على تمكين المنتسبين من فهم أدوات التأثير الكبرى على المجتمعات.

وشملت المرحلة الأولى التعريف بنموذج القيم والمناظير الثمانية، وأهم أسس التقدم والنهضة في المجتمعات وأدوات العلوم الإنسانية، والتعامل مع جميع جوانب الحياة والمجتمع والإنسان والبيت وغيرها من المناظير التي يحتاج الشاب التعامل معها لفهم طبيعتها والأسس السليمة التي بنيت وفطرت عليها ، وفي المرحلة الثانية تدرب المشاركون على إطلاق مبادرات ومشاريع مرتبطة بالقيم. لينتهي البرنامج برحلة إلى اسبانيا اطلعوا خلالها المشاركين على الحضارة الأندلسية.

ويقوم دور سفير القيم على عدة أسس، منها بث روح القيم والثقافة في إطار العمل والبيت إلى جانب القدرة على نشر فكرة المناظير الثمانية التي تتضمن: النظرة للإنسان والوقت والعلم والدين والطبيعة والمجتمع الداخلي والحياة والمجتمعات الخارجية، والتدريب على أهم ما تتضمنه من أفكار وتطبيقات، إلى جانب القدرة على صنع المبادرات والمشاريع المجتمعية المُحمّلة بالعمق القيمي، والقدرة على تقديم الاستشارات الثقافية والقيمية وتقييم المبادرات والمشاريع، علاوة على المشاركة في المؤتمرات الثقافية التي تتطلب تنافساً وحضوراً حقيقياً لتمثيل قطر ومشاريعها الثقافية.

 

 

قم بالتعليق

بريدك الاإلكتروني لن يظهر في التعليق، جميع الحقول مطلوبة.